للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على الجبهة الايديولوجية أصواتا عربية تشهد له، عن علم أو غير علم، بالنزاهة. يجب أن نترك هيئة الأمم تحمل مسؤولياتها كاملة أمام التاريخ.

إنما ينبغي أن نلاحظ بأن هذه المسؤولية لا تخص أمريكا وحدها، بل تخص إفريقيا أيضاً، تلك التي التفتت عن قضية عادلة في لحظة حاسمة، وضحت، بتصويتها، بوصفها شعبا من العالم الثالث على مذبح (مولوخ).

فقبيل (الإدانة) كنا نقرأ في مجلة أسبوعية تنتسب لإفريقية، على الأقل في عنوانها، مقالا عنوانه (صمت إفريقيا) يعبر عن الحقيقة.

أما بعد الإدانة فكنا نعلم أن إفريقيا- عدا ثلاث دول أو أربع- قد أسهمت في إصدار الحكم على شعب فلسطين.

لقد كتبنا منذ بضعة أسابيع، أن العرب خسروا معركة عسكرية، بسبب تواطؤ أمريكا في القضية، والآن يجب أن نقول: إن العرب خسروا معركة ديبلوماسية بسبب تواطؤ إفريقيا هذه المرة.

إنما بكل أسف لا بد أن نلاحظ في الوقت نفسه أننا حصدنا ما زرعنا.

ولا بد أن نعود إلى الوراء بعض الخطوات، لنرى كيفط ساعدنا الإستعمار في لعبته في العالم الثالث، وبالتالي ساعدناه ضد أنفسنا.

ففي عام ١٩٥٥ اجتمع المؤتمر الأفرسيوي الأول، وإنا لندكر ما أثار من آمال في العالم الثالث، ومن استياء في العسكر الإمبريالي.

وقد استطاع هذا المؤتمر فعلا أن يجعل الامبراطورية الإستعمارية سابقا، جبهة ضد الإستعمار يحركها روح باندونج، ومما زاد في أهمية الأمر أن هذه الجبهة حددت لنفسها خطا سياسيا أسمته (الحياد).

<<  <   >  >>