للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بصدق. فنحن إذا كنا نعرف كيف نقدر حاجاتنا من ناحية، فإننا من ناحية أخرى لا نقدر كما ينبغي إمكانيات الآخرين أو حسن نواياهم.

وقد لا نستطيع فعلا تقدير إمكانياتهم ليس فحسب لعوامل نفسية في أنانية الكبار وتسلطهم، جعلت الأقوباء جدا ضعفاء في التعاون بين الدول، بل هنالك عوامل أخرى تتصل بسياسة الكبار الداخلية وبما يشغلهم في عقر دارهم فيصرفهم عن مشاغلنا.

ولنذكر على سبيل المثال كيف أن الجنيه الاسترليني لا يعرف الآن مصيره، وكيف يتزعزع الدولار لأنه يفقد غطاءه الذهبي (١)، أو نذكر التحدي الأمريكي لأوربا لنجد الأسباب أو المعاذير، التي تجعل النداء الذي وجهه المسيو (راؤول بريببش) معرضا ليقع في الفراغ فلا يجد أذنا صاغية.

وقد يكون مصيره مصير النداء الذي وجهه، منذ أربعين سنة بطل (طاتبيرج) في الحرب العالمية الأولى، عندما أستنجد بالعالم المتحضر لإنقاذ عملة بلاده وجمهورية (فيمار).

وحتى البلدان الإشتراكية لها مشاغلها اليوم، على الصعيد الايديولوجما على الأقل (٢).

وإذا تصورنا مداولات نيودلهي، ومصير (الحوار) في إطار دولي كالذي أوضحنا، فإننا نتصور خاتمة الحوار في كلمة (نو) من طرف الانجلو سكسون و (نييب) من طرف السوفييت.

على العالم الثالث إذن أن يعتمد على نفسه، وأن يستعد لمواجهة سائر


(١) انتهت القضية بعد ذلك بان ألغت أميركا الغطاء الذهبي لعملتها.
(٢) كان الصراع بين موسكو وبكين على أشده حتى على الجبهة العسكرية بسبيريا.

<<  <   >  >>