للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأوربية، ليس في الحقيقة إلا اختلافا في المستوى التكنولوجي، تستطيع معه أوربا أن تتخلص منه ببعض التعديلات السياسية كإنشاء السوق المشتركة.

أما عدم التوازن بين العالم المصنع، والعالم الثالث فهو قضية أخرى:

إنه مشكلة حضارة.

فكيف تستطيع البلدان المتخلفة إدراك ذلك، ومتى تقدم الحل الناجح للمشكلة بأقل وقت ممكن ... ؟.

ينبغي إذن على الثورات السياسية التي حققت في العالم الثالث الإستقلال بثمن غال، أن تزدوج الآن مع ثورات ثقافية تحقق إنهاء ما يسميه (منوني):

(حالة تبعية).

فكل وطن أفلت من اليد التى كانت (تُمشِّيه) في التيار السياسي كما ((تُمشِّي)) الأم طفلها، عليه أن يتعلم أيضاً المشي وحده في الميدان الاقتصادي، دون يد تمسكه.

عليه بعد أن ترك يد (المرضعة) ألا يتشبث بثيابها كلما واجهته صعوبة، إذ ينبغي عليه أن يودع المرضعة نهائيا، وأن يتقبل الأخطاء الملازمة لـ (حالة الترك) كما يسميها (منوني).

فالطريق الوحيد للإستقلال الحقيقي، يقضي ببتر كل علاقات (التبعية) مهما كان نوعها، وتقبل سائر الصعوبات التي تواجه الإنسان عندما يرشد، ويتحمل كامل مسؤولياته.

لقد قال وزير الطاقة الجزائري عند عودته من نيودلهي ((يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا)).

<<  <   >  >>