للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأضيف لو سمح لي أن أقول ((أو شبيه بالتنمية في البلاد ذات الايديولوجية الماركسية، دون أن نقدر حسابا للتغيير الذي أحدثته هذه الايديولوجية في الإنسان ذاته)).

هذا هو بصورة إجمالية مرض العالم اليوم. ويكفينا أن نتجرد بعض الشيء، لنبقى موضوعيين ونرى الأشياء على حقيقتها، في عالم فيه نصف الإنسانية يبذر، والنصف الآخر (يستعطي) بقايا الوليمة، فيتناولها في صورة صدقات أو عائدات بترول.

إن (محمد علي، كاسيوس كلاي)، لم يمنح قوة عضلات ضمنت إعجاب العالم فحسب، بل منح قوة ذهنية، حين لاحظ في مجتمع السود بأميركا، هذه الملاحظة التي تدل على صراحته فقال: ((لو لم يصنع الرجل الأبيض الصابون لبقي الرجل الأسود دون أن يغسل يديه)).

هذه اللمسة الكريكتورية، تسم على أية حال، نموذجا نفسيا معينا أطلق عليه (منوني) في كتابه (سيكولوجية الاستعمار) لقب (الإنسان التابع).

فهذه التبعية، وهي قبل كل شيء في الافكار، تكون اليوم جوهر المشكلة الإقتصادية في العالم الثالث.

لذا نرى (جوزوي كاسترو) يخرج من تأملاته في الموضوع بهذه النتيحة:

((إن المشكلة تعرض لنا في صورة مركب اقتصادي وثقافي معا، ولكن بكل أسف لم نتعود بعد ربط العلاقة بين هاتين الكلمتين: الإقتصاد والثقافة)).

هذا في الوقت الذي تفرض فيه علينا أحدث تجربة للإنسانية، أن نعقد في المستقبل صلة وثيقة بين الوقائع الإقتصادية والمعطيات الثقافية.

فخلل التوازن، بين أميركا وأوربا مع ما يصب من قلق في بعض النفوس

<<  <   >  >>