للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذه المعادلة ليست من المعطيات البسيطة التي نجدها تلقائيا في الجهاز الميكانيكي الذي نقتنيه لتجهيز مصنع، ولكنها شيء يكتسب، جنبا إلى جنب مع تكوين ونمو ثقافة.

لقد شرحت هذه الاعتبارات في كتاب نشرته في الموضوع منذ عشر سنوات (١)، ولربما وجدناها بشروج مستوفاة بتوقيع كبار الإختصاصيين فى جريدة (لوموند الديبلوماسي) في عدد آذار (مارس) ١٩٦٨ الذي خصص تقريبا لمؤتمر نيودلهي.

ومن بين الآراء التي نقرؤها في هذا العدد نقتطف ما قاله (جوزوي كاسترو) بعنوان (تكوين الإنسان) هو مفتاح التنمية، إذ يبدو لنا أنه أبرز المشكلة على الصعيد الذي نطرحها عليه هنا.

فصاحب كتاب (جوعة العالم) الذي حصل الشهرة التي حصل عليها كتاب (فنديل ديلكي): (العالم واحد)، قد حلل تحليلا دقيقا الملابسة الإقتصادية التي مرت بالعالم في الفترة الأخيرة، وقد لخص رأيه فيها ((بأن العهد الذي كان ينتظر منه تحقيق شروط التنمية كان بالتالي عهد خيبة الأمل)).

إن (جوزي كاسترو) يبدأ في أطروحته من ملاحظة أولية يقول ((إن العلم يعترف اليوم بفشل استراتيجية التنمية التي اتبعتها البلدان المتخلفة)).

وينحصر سبب الفشل في نظره ((بأن هذه الإستراتيجية كانت موضوعة على مبادئ ومناهج تفكير بعيدة عن أن تحقق الفعالية)).

وأكبر الأخطاء التي ارتكبت في نظره هو ((أن الخطط قد وضعت على مبدأ تشابه اطراد التنمية في كل مكان، مع ما سار عليه النمو في البلدان الغنية في الغرب)).


(١) انظر الفكرة الأفروسيوية فصل ((مبادئ الفعالية في الاقتصاد)).

<<  <   >  >>