هذا ما وقع بالضبط في تلك الأيام الأولى من شهر نيسان (ابريل) سنة ١٩٤٨.
إن الإستعمار ينسحب .. ولعلك تدرك ما لهذه الاغنية من تأتير سحري، على عقول بسيطة عودتها اللريمانوجية تبسيط المشكلات فوق اللزوم ... أليس - كذلك؟.
فلم يكن في نظر القوم موجب للاحتجاج. بل على العكس فقد اطلق الناس للابتهاج العنان، غنى كل واحد أنشودة النصر، ببراءة تشتم منها رائحة افتقاد الوعي.
لقد عاش الناس حمى الفرح، وانطلقت أصوات أولي الحل والعقد في ذلك العهد، تقول صاخبة أو خافتة: إننا سنقضي على الصهيونية قضاء مبرما!!.
وفي تونس، قام أحد الافاقين وكان نبيها متمرنا على انتهاز الفرص، فطبع خريطة فلسطين ونشرها- بمئة فرنك للواحدة- لنتتبع عليها العمليات الوهمية، المشار إليها بالسهام الحمراء أو الخضراء (إنني لا أتذكر لونها) والتي سيقوم بها الطيران العربي.
وبهذا ستسحق الصهيونية سحقا!!
ولكن كان الأمير عبد الله وأخاه عبد الإله ببغداد، يشمران عن ساعديهما ليضيفا إلى الامبراطورية الهاشمية جزءا من فلسطين.
لقد كانت الخيانة منتشرة في الجو. إذ كان فاروق هو الآخر، يبرم شاربيه ويعلن ترشيحه للخلافة، بعد أن قررت فتوى أصدرها بعض العلماء أنه من ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي هذا الهذيان العام الذي ساد العالم العربي، لم يبق غير عبد العزيز بن