(الامر الثالث) ان الخط الكوفى وصل إلى الحجاز من اهل الحيرة والانبار (وهما من مدن العراق) ووصل اليهما من طارئ طرأ عليهم من اليمن، فالصحابة رضى الله عنهم كانوا يكتبون بالخط الكوفى الذى هو فرع من الخط الحميرى العربي القديم الذى كان منتشرا باليمن وليس من المعقول ان الخط الحميرى الذى هو اساس الخط العربي لا يكون له اصول وقواعد معروفة، بل ان للخطوط التى هي اقدم من الخط الحميرى بآلاف السنين قواعد تامة لا تخفى على من تخصص بفك طلاسمها وترجمتها في وقتنا الحاضر وذلك كالخط الهير وغليفى بانواعه الثلاثة والفينيقى والآشوري والسرياني.
ولقد اجمع المؤرخون على ان اول من ادخل الكتابة إلى مكة المشرفة حرب بن أمية (١) بن عبد شمس بن مناف القرشى وهو تعلمها
حتى احبوه وسادهم وجعل يطعم الناس وكلما قل ما في يده ذهب إلى ذلك الغار فأخذ حاجته ثم رجع وكانت له جفنة ياكل منها الراكب على بعيره ووقع فيها صغير فغرق..الخ اه من تاريخ ابن كثير (١) وترجمته هي حرب بن امية بن عبد شمس جد معاوية بن ابى سفيان تعلم الخط من بشر بن عبد الملك حيث كان له صحبة بحرب بن امية لتجارته عندهم في بلاد العراق وقد سافر بشر معه إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب المذكور اخت ابى سفيان وقد تعلم الخط من حرب المذكور جماعة منهم عمر بن الخطاب (*)