اما المدينة فقد ذكروا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها وكان فيها يهودى
من يهود ما سكة يعلم الصبيان الكتابة وكان فيها بضعة عشر رجلا يعرفونها منهم زيد بن ثابت وكان يكتب العربية والسريانية ثم انتشرت الكتابة بالمدينة اكثر من انتشارها بمكة بتحريض النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى انه امر عبد الله بن سعيد بن العاص ان يعلم الناس الكتابة، وجاء عن عبادة بن الصامت قال علمت ناسا من اهل الصفة الكتابة والقرآن ولقد جعل المسلمون فدية الكاتب من اسارى غزوة بدر الكبرى تعليم عشرة من صبيان المدينة وبذلك كثر التعلمون حتى بلغ عدد كتابه صلى الله عليه وسلم نحو اربعين رجلا.
ومن بدء الهجره إلى أمر عثمان رضى الله عنه بجمع القرآن يكون قد مر ربع قرن أفلا يكون التعليم منتشرا في هذه المده - فهل بعد هذا نقول ان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا يعرفون قواعد الكتابة والاملاء، ومن اراد زياده الايضاح عن دخول الخط في الحجاز فعليه بمراجعة كتابنا تاريخ الخط العربي وآدابه وهو مطبوع بمصر.
(فان قيل) حيث ثبت انهم كانوا يعرفون قواعد الكتابة فلم اضطربوا في كتابة بعض الكلمات في المصحف العثماني (نقول) ان هذا الامر هو اللغز الذى جعل الافكار حائرة، لم تهد إلى حله فحول