قال المحقق ابن الجزرى ولازلت أستشكل هذا الحديث (أي حديث ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف الخ) وافكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله على بما يمكن أن يكون صوابا ان شاء الله تعالى وذلك انى تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك - إما في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة نحو البخل باثنين ويحسب بوجهين - أو بتغيير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات - واما في الحروف بتغيير في المعنى لا في الصورة نحو تبلوا وتتلوا وعكس ذلك نحو بسطة وبصطة - أو بتغييرهما نحو اشد منكم ومنهم - واما في التقديم والتأخير نحو فيقتلون ويقتلون - أو في الزيادة والنقصان نحو ووصى وأوصى - فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها اه كلامه (١)
(١) فمعنى قوله نحو البخل باثنين أي بقراءتين كآية " ويأمرون الناس بالبخل " في سورة النساء فقد قرئ بالبخل بضم الباء وسكون الخاء وقرئ بفتحهما، ومعنى قوله ويحسب بوجهين اي قرئ بفتح السين وكسرها كآية " يحسب أن ماله أخلده " ومعنى قوله أو بتغيير في المعنى فقط نحو " فتلقى آدم من ربه كلمات " أي قرئ برفع آدم على انه فاعل ونصب كلمات على انه مفعول به وقرئ بالعكس أي بنصب آدم على انه مفعول وبرفع كلمات على انه فاعل، ومعني قوله نحو تبلوا وتتلوا أي قرئ تعالى " هنالك تبلوا كل نفس ما اسلفت " بيونس بالتاء ثم بالباء قبل اللام وقرئ (*)