وإن سألت عنهم، قيل لك: هذا طبيب، والآخر مؤرِّخ، والثالث مهندس ...
أعود لمحدث عصره؛ فأقول:
مع كونه وحيداً فيما يكتب؛ إلا أنَّ الله ـ تبارك وتعالى ـ بارك في وقته، وعلمه؛ فكثرت مؤلفاته، وانتفعت بها الأمة.
(١١) تأثره ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ بالعلماء السابقين في تسمية مؤلفاته (طريقة السجع) ؛ ومن ذلك:
(أ) ”إرواءُ الغليل في تخريج أحاديث: (منار السبيل) ”.
(ب) ”رفعُ الآصار في ترتيب أحاديث (مشكل الآثار) ”.
(ج) ”غايةُ المرام في تخريج أحاديث (الحلال والحرام) ”.
وغيرها كثير ...
(١٢) أسماء بعض كتبه تدل على المضمون تفصيلاًًً، ولو طال العنوان؛ ومن ذلك:
(أ) ”الردُّ المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأةَ أنْ تسترَ وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنعْ بقولهم إنَّه سنة ومستحب”.
فهذا العنوان يدلنا على أنَّ هذا الكتاب: ردٌّ على مخالفيه في مسألة الحجاب، وأنَّ المصنِّف بيَّن فيه أنَّ كشف المرأة لوجهها وكفيها غير محرم، والتغطية ليست واجبة، بل سنة، أو مستحب، (حسب رأيه رَحِمَهُ اللهُ) .
(ب) ”صحيحُ الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها وسرد ما صح منها في سياق واحد بأسلوب فريد بديع لا تراه في كتاب”.
(ج) ”قصة المسيحُ الدّجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام وقتله إياه على سياق رواية: (أبي أمامة - رضي الله عنه -) مضافاً إليه ما صحّ عن غيره من الصحابة - رضي الله عنهم -”.
(د) ”النصيحةُ بالتحذير من تخريب (ابن عبد المنان) لكتب الأئمة الرَّجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة”.
ولا تعاب هذه الصفة على أحدٍ، وللشيخ فيها سلف.
ومِمَّا يحضرني في هذا الباب:
(أ) كتاب: ”صحيح ابن حبان”، فاسمه الكامل:
”المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قَطْعٍ في سندها ولا ثُبُوتِ جَرْحٍِ في ناقليها”.
(ب) ”الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه