للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(ولقد رأيت ـ والله ـ العجب العجاب؛ من اجتماعهم على القول بالوجوب، وتقليد بعضهم لبعض في ذلك، وفي طريقة الاستدلال بما لايصح من الأدلة، رواية، أو دراية، وتأويلهم للنصوص المخالفة لهم، من الآثار السلفيّة، والأقوال المشهورة لبعض الأئمة المتبوعين، وتجاهلهم لها، كأنَّها لمْ تكنْ شيئاً مذكوراً، الأمر الذي جعلني أشعر أنَّهم ـ مع الأسف ـ قد كتبوا ما كتبوا مستسلمين للعواطف البشرية، والاندفاعات الشخصيّة، والتقاليد البلدية، وليس

استسلاماً للأدلة الشرعيّة ... ) (١) أ. هـ

إنَّ هذه العبارات ـ وما كان على بابتها ـ كانت سبباً في الفجوة التي كانت بين الشيخ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ وبين معاصريه من أهل العلم؛ وفيها تعد لا يخفى على مخالفيه، ولا سيما السلفيّون؛ كالشيخ: حمود بن عبد الله التويجري، والشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي رَحِمَهُمَا اللهُ، وغيرهما.


(١) ’’الرَّد المفحم’’ (ص ٦) .
وفي هذا الكتاب الكثير من العبارات الشديدة؛ كقوله عن شيخنا العلامة: حمود التويجري رَحِمَهُ اللهُ:
(الشيخ خرِّيت ماهر ـ ولا فخر ـ في تضليل قرائه، وصرفهم عن الاستفادة من أقوال علمائهم، بتأويله إياها، وإبطال دلالاتها الصريحة؛ تماماً كما يفعل أهل الأهواء بتعطيلهم لنصوص ’’الكتاب’’، و ’’السنة’’، وأقوال الأئمة، المتعلقة بالأسماء والصفات الإلهية، وهذا شيءٌ يعرفه الشيخ منهم، فيبدو أنَّه قد سرت عدواهم إليه ـ حَفِظَهُ اللهُ ـ ولو في مجال الأحكام، هداه الله) أ. هـ
ونحو ذلك كثير، فليت الورثة ـ أَجْزَلَ اللهُ لهم المثوبةَ ـ عندما قامو على طبعه؛ هذّبوه من بعض هذه العبارات، واقتصروا فيه على كلام الشيخ العلمي في منقاشة أدلة المخالفين، ونشروه باسم: ’’مختصر الرد المفحم ... ’’، ولا سيما أنَّ الكتاب تمّ طبعه بعد موت الشيخين، فكان طي النزاعات الكلاميّة، أولى من نشرها.

<<  <   >  >>