للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدَّثَنَا١ عمر بن حفص، ثنا أبى، ثنا الأعمش، ثنا مسلم، عن مسروق قال: قال عبد الله: والذى لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله، إلا وأنا أعلم أين انزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إلا وأنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم منى بكتاب الله تبلغه الإبل، لركبت إليه.

وهذا كله حقٌّ وصدقٌ، وهو من إخْبَارِ الرجل "بما"٢ يعلم من نفسه، مما قد يجهله غيره، فيجوز ذلك للحاجة, كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: ٥٥] , ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "استقرئوا القرآن من أربعة" فبدأ به.

وقال أبو عبيد٣: حدثنا مصعب بن المقدام، عن سفيان، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن عمرو، عن النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أحبَّ أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنْزِلَ، فليقرأه على قراءة ابن أم عَبْدٍ".

وهكذا رواه الإمام٤ أحمد، عن أبى معاوية، عن الأعمش به مطولًا،


١ البخاري في "الفضائل" "٩/ ٤٧", وقد تَقَدَّمَ تخريجه.
٢ في "أ": "مما".
٣ في "فضائل القرآن" "ص٢٢٥"، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" "ج٩/ رقم ٨٤٢١".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" "٨٢٥٦"، والبرجلاني في "الكرم والجود" "٧٨"، والحاكم في "المستدرك" "٢/ ٢٢٧ و٣/ ٣١٨"، والخطيب "٤/ ٣٢٦", وفي "التخليص" "٣٨٨/ ١"، من طرق عن مصعب بن المقدام بسنده سواء، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
٤ في "مسنده" "١/ ٢٥-٢٦" قال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، =

<<  <   >  >>