للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريق الثاني:

نقل عدم وجود التتابع عن عدد كبير من الصحابة والتابعين والفقهاء , منهم علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وابن عباس وأنس وأبة هريرة والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور.١

أهم الأدلة التي استدل بها لهذا الفريق ما يلي:

١- قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} .

وقد أوضحنا وجه الدلالة من هذه الآية قريبا ويتخلص في: أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بقضاء أيام الفطر بسبب المرض والسفر في أيام أخر بعد انتهاء رمضان دون قيد..

ويرد على هذا الاستدلال , بما جاء من قول عائشة - رضي الله عنها - السابق من أن هذه الاية كانت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقط لفظ متتابعات..

ويجاب , بأن السقوط , قد فسر بالنسخ , والنسخ محتمل لنسخ الحكم والتلاوة معا ولنسخ التلاوة دون الحكم , ومعلوم أن الدليل إذا تطرق غليه الاحتمال سقط به الاستدلال.

وعل ذلك فبقيت الآية محكمة , وقد فهمها الصحابة على هذا النحو:

أ – فقد سئل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن قضاء رمضان , فقال: إن الله لم يرخص لكم في فطره وهو يريد أن يشق عليكم في قضائه فأحصى العدة واصنع ما شئت ٢..

ب - وسئل معاذ بن جبل رضي الله عنه عن قضاء رمضان , فقال: أحصي العدة وصم كيف شئت. وقد نقل مثل هذا القول وبهذا اللفظ عن ابن محيريز ٣..

ج - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: يقضيه متفرقا , فإن الله قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ٤.

د - وعن أنس بن مالك , أنه كان لا يرى به بأسا ويقول: إنما قال الله {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ٥ ونقل مثل هذا القول عن ابن عباس ٦..


١ المغني ج ٣ ص ١٥٨ والزرقاني علي خليل ج ٢ ص ٢١٥ وفتح القدير ج ٢ص ٣٥٤. والمجموع ج ٦ ص ٣٢٦.
٢ السنن الكبرى ج ٤ ص ٢٥٨.
٣ السنن الكبرى ج ٤ ص ٢٥٨ ج ٤ ص ٢٤٤.
٤ السنن الكبرى ج ٤ ص ٢٥٨ والمصنف ج ٤ ص ٢٤٣.
٥ السنن الكبرى ج ٤ ص ٢٥٨ والمصنف ج ٤ ص ٢٤٣.
٦ صحيح البخاري ج ١١ ص ٥٣ مع عمدة القارىء.

<<  <  ج: ص:  >  >>