للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويثني عبد الملك بن سلام السلولي على يزيد بن المهلب أيضا لكثرة ما ساقه إليه من النوال حتى أغناه، ولطول ما رعى الضعفاء، وواسى البؤساء في أيامه حتى انتعشوا؛ قارنا ثناه عليه بالدعاء له باليمن والخير جزاء لما قدم من معروف يقول١:

ما زال سيبك يا يزيد بجوبتى ... حتى ارتويت وجودكم لا ينكر٢

أنت الربيع إذ تكون خصاصة ... عاش السقيم به وعاش المقتر٣

عمت سحابته جميع بلادكم ... فرووا وأغدقهم سحاب ممطر

فسقاك ربك حيث كنت مخيلة ... ريا سحائبها تروح وتبكر٤

ويقول حاجب بن ذبيان المازني يمدح يزيد بشدة بأسه، وتمرسه بالقيادة والقتال في الصغر والكبر، وينوه بقهره لأعدائه، وترفقه بأصدقائه٥:

كم من كمي في الهياج تركته ... يهوى لفيه مجدلا مقتولا٦

جللت مفرق رأسه ذا رونق ... عضب المهزة صارما مصقولا٧

قدت الجياد وأنت عز يافع ... حتى اكتهلت ولم تزل مأمولا

كم قد حربت وقد جبرت معاشرا ... وكم امتننت وكم شفيت غليلا٨

أما الفرات الشني٩ العبدي فيشيد بجرأة قتيبة بن مسلم، وصحة شكيمته،


١ الطبري ٩: ١٣١٣.
٢ الحوبة: الحاجة والهم والحزن.
٣ الخصاصة: الفقر.
٤ المخيلة: السحابة نفسها.
٥ الأغاني "طبعة دار الكتب" ١٤: ٢٦٦.
٦ الكمي: الشجاع المستتر في سلاحه، المتعطي به، والمجدل: المصروع.
٧ جلله بالسيف: علاه وضربه به. والعضب: القاطع.
٨ حربه: أخذ ماله كله وتركه بلا شيء.
٩ في معجم الشعراء ص: ١٩٠ "السني". والصواب الشني. "انظر جمهرة أنساب العرب ص: ٢٩٥".

<<  <   >  >>