للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن امرءا حدبت ربيعة حوله ... والحي من يمن وهاب كئودا

لضعيف ما ضمت جوانح صدره ... إن لم يلف إلي الجنود جنودا

أيزيد كن في الحرب إذ هيجتها ... كأبيك لا رعشا ولا رعديدا٣

ما كان في أبويك قادح هجنة ... فيكون زندك في الزناد صلودا٤

إنا لضرابون في حمس الوغى ... رأس المتوج إن أراد صدودا٥

وقر إذا كفر العجاج ترى لنا ... في كل معركة فوارس صيدا٦

يا ليت اسرتك الذين تغيبوا ... كانوا ليومك بالعراق شهودا

وترى مواطنهم إذا اختلفت القنا ... والمشرفية يلتظين وقودا٧

وأقبل مدرك بن المهلب لينضم إلى أخيه يزيد بالبصرة، فلاقاه فرسان بني تميم بمفازتها، مضمرين قتله، فعلمت الأزد بأمرهم، فخرجت إليهم ومنعتهم من التعرض له، فمدحها ثابت ومجد صنيعها. يقول٨:

ألم تر دوسرا منعت أخاها ... وقد حشدت لتقتله تميم

رأوا من دونه الزرق العوالي ... وحيا ما يباح لهم حريم٩

شنوءتها وعمران بن حزم ... هناك المجد والحسب الصميم

فما حملوا ولكن نهنهتهم ... رماح الأزد والعز القديم

رددنا مدركا بمرد صدق ... وليس بوجهه منكم كلوم


١ الكئود: المرتقي الصعب.
٢ ما ضمت جوانح صدره: كناية عن القلب.
٣ العرش والرعديد: الجبان.
٤ الهجنة: العيب. والهجين: العربي ابن الأمة. وصلد الزناد: صوت ولم يور فهو صالد، وصالود.
٥ الحمس: الشدة.
٦ كفر: ستر وغطى. والصيد: جمع أصيد، وهو الرافع رأسه كبرا.
٧ القنا: الرماح. والمشرفية: السيوف. والتظت: تلهبت وتوقدت.
٨ الطبري ٩: ١٣٩١.
٩ العوالي: أسنة الرماح. والزرق: الصافية.

<<  <   >  >>