للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإنا لعطافون بالحلم بعدما ... نرى الجهل من فرط اللئيم تكرما

وإنا لحلالون بالثغر لا نرى ... به ساكنا إلا الخميس العرمرما١

نرى أن للجيران حاجا وحرمة ... إذا الناس لم يرعوا لذي الجار محرما

وإنا لنقري الضيف من قمع الذرى ... إذا كان رفد الرافدين تجشما٢

أبونا أبو الأنصار عمرو بن مالك ... وهم ولدوا عوفا وكعبا وأسلما

وقد كان في غسان مجد يعده ... وعادية كانت من المجد معظما٣

وفي مرثية ثالثة يؤنب القبائل التي دخلت في طاعته، واجتمعت إليه عندما أظهر الخلاف ليزيد بن عبد الملك،، وخلعه ودعا لنفسه، لأنها انسلت من حوله حين تفاقم الخطر المحدق به، ويأسى فيها لأن البقية الباقية من الأزد كانت بخراسان، إذ لو كانت قريبة منه لسارعت إليه، وشدت من أزره، يقول٤:

كل القبائل بايعوك على الذي ... تدعو إليه وتابعوك وساروا

ولقد بسطت لهم يمينك بالندى ... مثل الفرات تمده الأنهار

حتى إذا شرق القنا وجعلتهم ... نصب الأسنة اسلموك وطاروا٥

شهدتك من يمن عصائب ضيعت ... ونأى الذين بهم يصاب الثار

إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عليك وبعض قتل عار

وبعد أن أجلت الحرب عن قتل يزيد بن المهلب، التفت البقية الناجية من المهالبة حول أخيه المفضل، وخرجوا إلى كرمان، وكان بها منهم شراذم، فانضموا إليه، فبعث مسلمة بن عبد الملك مدرك بن ضب الكلبي في أثر الفل وفي طلب


١ العرمرم: الكثير.
٢ القمع: جمع قمعة، وهي أعلى السنام. والتجشم: التكلف.
٣ العادية: الخيل تعدو.
٤ الشعر والشعراء ٢: ٦٣١، والأغاني ١٤: ٢٧٩، وحماسة ابن الشجري ص: ٩٠، والحماسة البصرية ١: ٢٧٦، وابن خلكان ٥: ٣٥٠، وخزانة الأدب ٤: ١٨٤.
٥ شرق القنا: احمرت الرماح بالدم.

<<  <   >  >>