بها التراث العربي القديم من حيث التقدير والمعرفة، وعقد لها الفصول لتحديد القواعد والضوابط لبعض علامات الترقيم، وذلك في علوم البلاغة، والحديث الشريف، والنحو العربي.
الترقيم في البلاغة العربية:
أما علماء البلاغة فقد اهتموا بها في علم "البلاغة" منذ أن نشطت فيه حركة التأليف، وخاصة في علم المعاني، فعقد العلماء فيه بابا، أطلقوا عليه باب "الفصل والوصل" وضحوا فيه بلاغة القول في الكلام؛ فالكلام البليغ هو الذي يصل إلى قلب القارئ وعقله، ولا يتم ذلك إلا إذا راعى مواطن الانفصال والاتصال، ولهذا عالجوا مواقع الانفصال؛ ليقف البليغ والقارئ على معرفة القواعد، التي تفصل بين الجمل والفقرات بعضها عن بعض، وهو ما اصطلح عليه العصر الحديث بالفصلة أو بالسكون والتوقف، وذلك في كمال الانفصال وكمال الانقطاع، مثل قولهم "لا شفاك الله"، فيلزم السكوت والتوقف بين الفقرتين، أي بين "لا" وبين "شفاك الله"، وإلا دل الكلام على غير المقصود، فصار دعاء على الإنسان لا دعاء له، وأعتقد أن السكوت والتوقف لا يراد به إلا "النقطة" من علامات الترقيم، التي يقف القارئ عندها.
وعالج علماء البلاغة أيضا مواقع الاتصال، فلا يصح فصل الكلمة أو الجملة عن سابقتها، حتى لا يفسد المعنى، أو يكون غامضا، ولذلك كان لا بد من وصل الكلام والجمل بعضها ببعض، وهو ما