الدراسات الجديدة هي أساس النهضة الفكرية وركائز الحضارة، والبحوث المبتكرة من دعائم التقدم العلمي والرقي الأدبي، ولولا ذلك لتبلد الإحساس والشعور، وعجز العقل واللسان، ودارت كل أمة حول نفسها ونظرت تحت أقدامها، وفي هذا قتل للمعرفة التي عن طريقها يسخر العقل الكائنات لخدمة البشر على أحدث أشكالها، وفي هذا موت للمشاعر التي بها يهذب الأدب إحساس الجماهير، ويعمق إدراكهم ويدخل إلى عقولهم من منافذ الوجدان والعاطفة والشعور، وجميعها يخضع لها العقل ويستجيب لها الفكر، وفي هذا أيضا دعوة إلى العجز والتبلد، والكسل والتنطع، فيتوقف سير التقدم، ويتقيد الانطلاق الحضاري والرقي الفكري.
لذلك كله، كان الغرض من الدراسات العلمية نهوض الأمم وشحذ الهم، وكان الهدف من البحوث الأدبية والرسائل العلمية الحركة الدائبة للعقل البشري؛ فيحل مشكلة، ويضع نظرية، توفر على الإنسان جهدا ومالا ووقتا؛ أو تحريك العاطفة والشعور ليهذب الأديب عواطف الآخرين ومشاعرهم، ويسمو بأصحابها إلى درجة من