للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي انتهى إليها الباحث قبله في موضوعه، ويتأكد من صدق هذه النتائج وفاعليتها وقتها وصلتها الوثيقة بالموضوع، ثم يبدأ من حيث انتهى إليه الغير، ليصل إلى نتائج جديدة، فيكون عملا علميا جديدا من نوعه، خلع عليه ثوب الجدة والابتكار، وإلا اتصف بحثه بالتكرار والتقليد، والمعاودة والتزييف.

٥- أن تبرز شخصية الباحث من خلال عرضه لموضوعه، وأن تظهر بصماته في كل فصل من فصوله، فالبحث الدقيق والرسالة الجيدة هي التي تحمل القارئ لكي يتعرف على شخصية صاحبها من خلال جزئياتها وأفكارها وأسلوبها ونتائجها وغير ذلك، مما يدل على أصالة الباحث وقدرته على الكتابة وعلى موهبته الفنية في التفسير والتدليل، وأصالة الباحث وظهور شخصيته هما من العوامل الأولى في نجاح البحث وجودته.

٦- أن تكون لديه ملكة لتذوق الشعر والأدب حتى يكون حكمه صادقا وصحيحا؛ إذا حكم على قيمة فنية من القيم الشعرية، وهذه الملكة تتكون في النفس من كثرة المران والمتابعة في دراسة النصوص الأدبية، والوقوف التام على النظرات النقدية في كل عصر من العصور الأدبية، ثم التعرف على المذاهب النقدية الحديثة واتجاهاتها لفهم التصوير الأدبي، هذا إلى جانب حفظه لكثير من النصوص الأدبية جاهلية وإسلامية وأموية وعباسية ونصوص من الشعر الحديث، ويكون الأساس الأول "وهو سعة الاطلاع" له أثره الكبير في تعميق ذوقه وثرائه الفكري، كما يساعد حفظ النصوص الشعرية وفهمها على ذوقه المفعم بالعواطف والمشاعر، وبهما يحدد العواطف والمشاعر في النصوص الأدبية الذي هو موضوع الدراسة والبحث.

<<  <   >  >>