لدراسة الناحية التاريخية في الأدب، التي تحتاج منه إلى اتساع وعمق بثقافة العصر واتجاهاته وحضارته وتراثه، أو استعداد للدراسات المقارنة في الأدب، وعليه أن يتسلح ببعض اللغات الأجنبية، ويكون مجيدا لها، لكي يسهل عليه معرفة مواطن التأثر والتأثير بين الآداب بعضها بالبعض الآخر بلغتها القومية والعالمية.
ثانيا: وإذا استطاع الباحث أن يحدد ميله واتجاهه، أخذ يقرأ الكثير من المصادر والمراجع التي تخدم موضوعه وتدور حوله ولو لأدنى ملابسة، حتى يكون نفسه تكوينا أدبيا شاملا ويهذب ذوقه؛ فيكون حكمه صادقا، ويرهف شعوره ويثري خواطره وتصبح قراءاته هذه كأنها قبس من روحه وقطعة من لحمه ودمه، كل هذا لكي يسير في بحثه على بصيرة وهدى، ويأمن مزالق التيه والضلال.
ثالثا: أن يختار موضوعه من عصر أدبي معين كالعصر الجاهلي أو العصر العباسي أو العصر الحديث، ولا يصح بحال أن يجعل العصر الأموي كله مثلا موضوعا لدراسته، فهذا ما لا يقره عقل، ولا تجدي نتائجه مهما كانت لوجود ثغرات كثيرة تفوت الباحث، ولضعف التحليل للقضايا الأدبية ولغزارة الإنتاج الأدبي، بل ينبغي على الباحث أن يختار جانبا واحدا لشاعر واحد، مثل جرير أو عمر بن أبي ربيعة، أو التشبيه والتصوير عند الشاعر ذي الرمة، أو يختار