حديث النزول وأن الله -جل وعلا- ينزل في الثلث الأخير من الليل قريباً من ثلاثين صحابياً، وشيخ الإسلام -رحمه الله- أورد هذه النصوص والروايات وأردها غيره، وشرح الحديث في جزء معروف مشهور متداول، ويجيب شيخ الإسلام على سائر الإشكالات .... أولاً: صحته مقطوع بها، صراحته لا خفاء ولا غبش فيها، لكن أورد عليه إشكالات من حيث معارضته لأحاديث لنصوص العلو، فاستدل به من يستدل من أهل العلم على العلو لله -جل وعلا-؛ لأن الذي ينزل هو إيش؟ العالي، الذي ينزل هو من في العلو، من في جهة العلو هو الذي ينزل، قالوا: إن حديث النزول ينافي صفة العلو لله -جل وعلا-، شيخ الإسلام عكس عليهم، والذهبي وغيره عكسوا عليهم مدعاهم، أوردوا أيضاً من الإشكال أن الثلث الأخير من الليل يتباين من بلد إلى بلد، لكن هناك قدر أثبته شيخ الإسلام من الليل يشترك فيه سائر الأقطار، وإذا ثبت لنا الخبر وصح، ودلالته على مراده صريحة فلا مندوحة من إثباته وإثبات ما يدل عليه لهذا الوقت وقت النزول الإلهي، الذي ينزل فيه الرب -جل وعلا- إلى سمائه الدنيا، ويقول:((هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ )) تتعرض لهذه النفحات في هذا الوقت المحدد، لا تقول: فاتني الثلث الأخير بالنسبة لبلدي، ما استيقظت، نمت ما استيقظت إلا مع طلوع الصبح، أو مع طلوع الشمس، وأنا أدرك الآن الثلث. . . . . . . . .، ما لك إلا أن تتعبد بما أمرت به، وأنت مطالب بالنسبة للثلث الأخير بالنسبة لك، ألا يمكن أن يقال مثل هذا؟ يقول: هذا الثلث الأخير بالنسبة للمغرب، والله -جل وعلا- نازل، شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أجاب عن هذه الإشكالات، والأولى ألا يوردها الإنسان على نفسه؛ لأن هذه تفتح له أبواب لا يمكن الإجابة عليها إلا بفهم دقيق جداً، يعني أوساط الناس لا يدركون مثل هذه الأمور، ولو قرؤوها في كتب شيخ الإسلام، يعني شيخ الإسلام يقول: إنه ينزل نزول يليق بجلاله وعظمته، ولا يخلو منه العرش. . . . . . . . .، قطع الطريق على من قال: إنه لا يزال نازلاً؛ لأن الثلث الأخير من الليل يتفاوت من بلد إلى بلد، والخطاب ليس لبلد بعينه، المقصود أن مثل هذه الأمور على