المقصود أن هذه الرحلات والذكريات والإنسان بغنية عنها حقيقة، الرحلات والذكريات التي هي أغلى ما يباع، وأغلى ما يقتنى في الأسواق، الآن شيء عجب افتتن الناس بها؛ لأن فيها شيء من التسلية، وفيها شيء من المتعة، وفيها شيء من وصف الأقطار والبلدان، ووصف .. ، وغالباً أن الذي يكتبونها محترفين في الإبداع الإنشائي يجيدون مثل هذا، فهم يستهوون الناس بهذه الأساليب، وقد يذكر في أثنائها فوائد علمية بسبب لقاء هذا الرجل الذي صنف هذه الرحلة بغيره من أهل العلم، ومناقشته لهم، المقصود أن فيها ما ينفع، في رحلات نافعة، يعني رحلة ابن رشيد اسمها:(ملء العيبة بما جُمع بطول الغيبة) هذه رحلة نفيسة، فيها فوائد حديثية لا توجد في الكتب المصنفة في علوم الحديث، في خمسة مجلدات، وهناك رحلات فيها فوائد، لكنها ما تسلم من المخالفات، وفيها فوائد، وفي رحلات هي ما فيها إلا اطلاع على آثار ومعالم ومشاهد، وما فيها فوائد علمية، ومنها رحلة ابن بطوطة هذه، ما فيها فائدة علمية ألبتة، اللهم إلا إن كانت جغرافية وإلا تاريخية، يصف لك معلم وإلا حضارة وإلا شيء ممكن، أما بالنسبة للفوائد العلمية فلا شيء فيها.
روى ذاك قوم لا يرد حديثهم ... . . . . . . . . .
"روى ذاك قوم" روى ذا يعني النزول، روى ذاك يعني النزول قوم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم، جموع غفيرة "لا يرد حديثهم" بل حديثهم بلغ مبلغ التواتر الملزم للنفس بتصديقه؛ لأن المتواتر يفيد العلم عند كافة الطوائف؛ لأنه يلزم بتصديقه بمجرد سماعه.
. . . . . . . . . لا يرد حديثهم ... ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
خاب وخسر من كذب هؤلاء الثقات الأثبات من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ممن تبعهم بإحسان، ثم ذكر الناظم -رحمه الله تعالى- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.