لكن على الإنسان أن يكون معتدلاً، لا إفراط ولا تفريط، ولا تحمله ردود الأفعال على إنكار ما ثبت، يعني كما يفعل أهل الأهواء إذا فتنوا بأحد حطوا من قدر غيره، فالنواصب يحطون من قدر علي، والروافض يحطون من قدر أبي بكر وعمر، وهذه كلها ردود أفعال، والأتباع عموماً إذا نقص عندهم الدين والعلم تجدهم يوجد عندهم مثل هذا، يعني شخص الآن من الشباب تجدونهم في المجالس خلافهم حول المشايخ فلان أفضل، وفلان أعلم، فلان .. ، ويش الداعي لهذا الكلام كله؟ إنما هي ردود أفعال، وتجدهم أحياناً ينالون من غيره، من غير المفضل عندهم، والأتباع عموماً هم أسباب البلية، وأما الكبار في الغالب ما بينهم خلاف، يعني علي -رضي الله عنه- يقر بفضل أبي بكر وعمر وعثمان، يفضلهم على نفسه، ثم يأتي من يقول: أبداً علي أفضل منهم، نعم قد يقول الإنسان يفضل الإنسان غيره عليه من باب التواضع، من باب هضم النفس، قد يوجد هذا، لكن هذا القول اتفق عليه الصحابة، كانوا يفضلون على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث ابن عمر، فأفضل الخلق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، والحسن سأل أباه فقال: من أفضل الناس؟ قال: أبو بكر، قال: ثم من؟ قال: عمر، ثم سكتُ، يقول: ثم سكت خشيت أن يفضل عثمان على نفسه، سكت قلت: ثم أنت؟ قال: أنا واحد من المسلمين -رضي الله عن الجميع وأرضاهم-.
علي -رضي الله تعالى عنه- افترق الناس فيه إلى فرق، كما قال الناظم القحطاني:
. . . . . . . . . ... فعليه تصلى النار طائفتانِ
إحداهما لا ترتضيه خليفةً ... وتنصه الأخرى إلهاً ثاني
طرفي نقيض، وأما أهل السنة فهم وسط، يقرون بفضله وإمامته، وأنه مشهود له بالجنة، وفضائله لا تحصى ولا تحصر، وله مزايا قد لا توجد عند غيره من الشجاعة والكرم، ومع ذلك هو بالنسبة لأبي بكر وعمر وعثمان مفضول، فأهل السنة والجماعة أهل إنصاف.
"علي حليف الخير" يعني محالف له، مرافق له، موافق له، متصف به "بالخير منجحُ" في بعض النسخ: "للخير يمنحُ" عرف بكرمه -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-، وعرف بشجاعته.