للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال تعالى: (وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) «١» أي: وأتوا خيراً لأنفسكم «٢» . وأنشدوا:

فواعديه سرحتى مالك ... أو الربا بينهما أسهلا «٣»

أي: ائتى مكاناً أسهل.

ومن إضمار الجملة قوله تعالى: (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى)

«٤» أي: فضربوه ببعضها فحيى، وأخبر بقاتليه «٥» ثم خر ميتاً.

يدل على صحة الإضمار قوله: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ) «٦» ، ف «قست» : معطوف على «خَرَّ» «٧» .

ومن إضمار الجملة قوله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) «٨» .

أي: فأكل غير باغ فلا إثم عليه.

ونظيره في المائدة: (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) «٩» . أي: فأكل غير متجانف.


(١) التغابن: ١٦.
(٢) وزادوا مذهبين، الرابع: إن «خيرا» حال. والخامس: على أنها مفعول «وأنفقوا» . (البحر ٨:
٢٨٠) .
(٣) البيت لعمر بن أبي ربيعة. وسرحتا مالك: موضع بعينه. ويروى: «ذو النقا» مكان «أو الربا» (الكتاب لسيبويه ١: ١٤٣- والبحر ١: ١٩٩) .
(٤) البقرة: ٧٣.
(٥) الأصل: «بقاتله» ، وانظر «مفاتيح الغيب للرازي» (١: ٣٩٥) .
(٦) البقرة: ٧٤.
(٧) جمهور المفسرين على أن في الكلام حذفا، يدل عليه ما بعده وما قبله، والتقدير: فضربوه فحيى. دل على «ضربوه» قوله تعالى: اضربوه ببعضها. ودل على «فحيى» قوله تعالى: (كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى) ولم يقولوا إن فعل القسوة معطوف على هذا الفعل المضمر.
(٨) البقرة: ١٧٣.
(٩) المائدة: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>