للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ) «١» .

وقال: (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) «٢» . (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) «٣» (وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) «٤» .

وقد جاءت بالألف واللام، قال الله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ) «٥» فمن ألحق/ الألف واللام حمله على العهد، ومن لم يلحقه حمله على غير المعهود.

قال سيبويه: وزعم أبو الخطاب أن قولك للرجل «سلاماً» وأنت تريد:

تسلماً منك، كما تقول: براءة منك، تريد: لا ألتبس بشيء من أمرك.

وزعم أن أبا ربيعة كان يقول: إذا لقيت فلاناً فقل له سلاماً. فزعم أنه سأله، وفسر له معنى، براءة منك. وزعم أن هذه الآية (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) «٦» بمنزلة ذلك لأن الآية فيما زعموا مكية، ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، ولكنه على قولك، براءة منكم، أو تسلما لا خير بيننا وبينكم ولا شر. انتهت الحكاية عن سيبويه «٧» .

وفي كتاب أبي علي هذا غلط، وإيضاح هذا ووجهه «٨» أنه لم يؤمر المسلمون يومئذ بقتال المشركين، إنما كان شأنهم المتاركة، ولكنه على قوله براءة.

ومما يقرب من هذا الباب قول عدي:

أنت فانظر لأيّ ذاك تصير «٩»


(١) الرعد: ٢٣ و ٢٤.
(٢) الصافات: ٧٩.
(٣) الصافات: ١٠٩.
(٤) النمل: ٥٩.
(٥) مريم: ٣٣.
(٦) الفرقان: ٦٣.
(٧) الكتاب (١: ٤٦٣) . [.....]
(٨) الأصل: «ووجوهه» .
(٩) البيت مطلع قصيدة لعدي بن زيد العبادي الشاعر، وهو:
أرواح مودع أم بكور ... لك فاعمد لأي حال تصير

<<  <  ج: ص:  >  >>