للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا المعنى أيضا ويجوز «١» .

أن تكون «ما» بمنزلة «من» ، فإذا كان كذلك لم يلزم أن يضمر شيئاً يعود على المبتدأ لأن قوله: / «فآتوهن» يرجع إلى «ما» على المعنى، لأن التقدير ب «ما» يجوز أن يكون جمعاً، قد قال هذا «٢» .

فقال في قوله: (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ) «٣» فكلاهما في موضع رفع فيمن قال: زيد ضربته، ومن قال: زيداً ضربته، وزيداً مررت به كان عنده في موضع نصب.

وكلام سيبويه في هذا: ويرفع الجواب حين يذهب الجزم قولهم: أيهم يأتك تضرب، إذا جزمت لأنك جئت «بتضرب» مجزوماً بعد أن عمل في أيهم، ولا سبيل له عليه، وكذلك هذا حيث جئت بجوابه مجزوماً بعد أن عمل فيه الابتداء.

قلت: الصحيح ما ذكر في قوله: (مَهْما تَأْتِنا بِهِ) «٤» ومنعه في:

(فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) «٥» من أن يكون شرطاً، محتجاً بما يعود إليه من «به» شبهة وقعت له من قول سيبويه: أيهم يأتك تضرب، إذا جزمت «تضرب» على الجواب لم يعمل في «أيهم» .


(١) في الأصل: «ويجوز أن تكون» .
(٢) يشير إلى أن هذا من كلام أبي علي الفارسي.
(٤- ٣) الأعراف: ١٣٢.
(٥) النساء: ٢٤. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>