للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما: أيهم تضرب يأتك فإنك تنصبه «بتضرب» ولو أدخلت الهاء فقلت: أيهم تضربه يأتك، جاز رفعه، وإن كان الاختيار النصب.

ومثل الآية قول المتنخل الهذلي:

إذا سدته سدت مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه «١»

فالهاء في «كفاه» عائدة إلى «مهما» ، كما يعود إلى «ما» ولا يكون بمثل هذا العائد في: أين ومتى، لا تقل: أين تكن أكن فيه، ولا: متى تأتني آتك فيه، لأن «أين» و «متى» لا يبتدآن، فهما منصوبان على الظرف فلا يشتغل الفعل عنهما، و «ما» قد تكون مبتدأة.

ثم اعلم بعد: أني لا أختار في «ما» من قوله: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) «٢» أن يكون بمعنى «الذي» ، لأنه يحتاج إلى ما يعود إليه من الخبر، على حد ما قال من قوله: (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) له إذ لا يكاد يفيد معنى.

ولكن ما يكون شرطاً إما منصوباً بفعل مضمر يفسره: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) «٣» ، أو يكون مبتدأ، وما بعده خبره.

ولا أختار أن يكون بمعنى «من» لقلة ذلك، وكلام الله لا يحمل على القليل.

ووجدت في موضع آخر قال: لا يجوز أن تكون «ما» مصدراً على حد قوله: (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) «٤» أي: بتكذيبهم لأن الذكر قد عاد


(١) اللسان (طوع) .
(٣- ٢) النساء: ٢٤.
(٤) البقرة: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>