للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رخيلة بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من أشجع.

فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، وعمل معه فيه المسلمون طلبا للأجر والثواب والقربى من الحق سبحانه وتعالى وجهادا في سبيله.

كانت في الخندق معجزات منها أن كدية صخر «١» عرضت في الخندق كلّت المعاول عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله تعالى، ونفح عليها ماء؛ فانهالت كالكثيب «٢» .

وأطعم النفر العظيم من تمر يسير إلى غير ذلك.

ثم أقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة بين الجرف وزغاية في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من كنانة وغيرهم، ونزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمة إلى جانب أحد.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين، وقد قيل في تسعمائة، ولعل الأخير هو الصحيح حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فنزلوا هنالك والخندق بينهم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في الآطام.

وكان كعب بن أسد رئيس بني قريظة موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه حي بن أخطب، فلم يزل به، وكعب يأبى عليه حتى أثّر فيه، ونقض كعب عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال مع حي بن أخطب.

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم- لما علم الأمر- سعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة، وهما سيدا الأوس والخزرج وخوات بن جبير أخا بني عمرو بن عوف، وعبد الله بن رواحة،


(١) - كدية صخر: هي الصخرة العظيمة.
(٢) - الكثيب: ما تجرف من الرمل وانزاح.

<<  <   >  >>