للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثيرا يريدون أن يدنوا من المدينة، وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة، وهي من دمشق على خمس ليال، فاستعمل على المدينة سباعة بن عرفطة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين، ومعه دليل من بني عذرة يقال له مذكور، فلما اقترب منهم، إذا هم مغربون وإذا أثاروا النّعم والشاء، فهجم على ما شيتهم ورعاتهم فأصاب من أصاب، وهرب من هرب، وجاء الخبر أهل دومة الجندل؛ فتفرقوا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحتهم، فلم يجد فيها أحدا، فأقام بها أياما، وبث السرايا، وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحدا، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووادع في تلك الغزوة عينية بن حصن.

غزوة المريسيع «١»

ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعض جمادى الآخرة ورجبا، وباقي العام، ثم غزا بني المصطلق، من خزاعة في شعبان من السنة السادسة من الهجرة، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري «٢» ، وقيل بل نميلة بن عبد الله الليثي، وأغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق، وهم غارون على ماء يقال له: المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل، فقتل من قتل منهم، وسبى النساء والذرية، ومن ذلك السبي كانت جورية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها.


(١) - طبقات ابن سعد (٢/ ٦٣، ٦٤، ٦٥) وزاد المعاد (٣/ ٢٥٦) وابن هشام (٣/ ٢١٤- ٢٢٨) وابن حزم ص ١٦١ وتسمى أيضا غزوة بني المصطلق.
(٢) - راجع ترجمة أبي ذر القفاري

<<  <   >  >>