- وإما قتل ذراريهم ونسائهم ثم القتال حتى يؤتى عليهم جميعا.
وإما تبيت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة السبت ظنا منهم أن المسلمين قد آمنوا منهم، وأبوا كل ذلك. ثم أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس، فأرسله صلى الله عليه وسلم إليهم فلما أتاهم اجتمع إليه رجالهم، والنساء والصبيان، فقالو له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم وأشار إليهم، إنه الذبح، ثم ندم أبو لبابة من وقته، وعلم أنه قد أذنب، فانطلق على وجهه، ولم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكتف نفسه إلى عمود من أعمدة المسجد وقال: لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله عز وجل عليّ وعاهد الله تعالى ألايدخل أرض بني قريظة أبدا، ولا يكون بأرض خان الله ورسوله فيها، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو أتاني لاستغفرت له، فأما إذ فعل ما فعل، فما أنا بالذي يطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه، فنزلت التوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر لبابة.
والآية التي تيب فيها على أبي لبابة هي قوله تعالى: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ، خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «١» .
فتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم إطلاقه بيده، وقيل إنه- رضي الله عنه- أقام مرتبطا بالجذع ست ليال، لا يحل إلا للصلاة.
ونزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، إذ حكم فيهم بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلم ليلة نزولهم ثعلبة، وأسيد ابنا سعية، وأسد بن عبيد وهم نفر من هذل من بنى عم قريظة والنضير.