للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشطت نواها، ونحن لا نأمن عدونا أن يخالفنا إليها، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن على كل نقب من أنقابها ملكا يحميها بأمر الله عز وجل، ثم قفل حينئذ، فما هو إلا أن نزل المسلمون المدينة، وبقوا ليالي، وأغار عليهم عيينة بن حصن، من بني عبد الله بن غطفان، فاكتسوا لقاحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها رجل من بني غفار، وامرأة منها أيضا فأجهزوا على الرجل الغفاري، وحملوا المرأة واللقاح.

وقد كان أول من نذر بهم سلمة عمرو بن الأكواع الأسلمي، وكان ناهضا إلى الغابة، فلما علا ثنية الوداع نظر إلى خيل الكفار، فصاح فأنذر المسلمين، ثم نهض في آثارهم، فأبلى بلاء عظيما، ورماهم بالنبل حتى استنفذ ما كان بأيديهم، فلما وقعت الصيحة بالمدينة، فكان أول من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرسان المقداد بن الأسود، ثم عبّاد بن بشر بن وقسن من بني عبد الأشهل، وسعد بن زيد من بني عبد الأشهل، وأسيد بن ظهير أخو بني حارثة، وعكاشة بن محصن الأسدي، ومحرز بن نضلة الأسدي الآخرم، وأبو قتادة الحارث بن ربعي، أخو بني سلمة، وأبو عياش بن زيد بن الصامت أخو بني زريق.

فلما اجتمعوا جميعا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد، وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى فرس أبي عياش معاذ بن ماعص، أو عائذ بن ماعص، وكان أحكم للفروسية من أبي عيّاش، وأول من لحق بهم: فمحرز بن نضلة الآخرم، فقتل رضي الله عنه، وكان على فرس لمحمود بن مسلمة من بني عبد الأشهل، أخذه إذ كان صاحبه غائيا، فلما قتل رجع الفرس إلى آرية «١» في بني عبد الأشهل وقيل: بل قتله عبد الرحمن بن عيينة بن حصن، فركب فرسه، ثم قتل سلمة عبد الرحمن، واسترجع الفرس «٢» .


(١) - آرية: المكان الذي كان الفرس مربوطابه.
(٢) - كان إسم فرس المقداد: سبحة، وقيل: بل كان إسمه بعزجة، وفرس معاذ به رقسن: لماع، وفرس عكاشة بن محصن الأسدى: ذو اللمة، وفرس سعد به زيد: لاحق، وفرس أبي قتادة: جروة، وفرس أسيد بن ظهير: مسنون، وفرس أبي عياش: جلوة، والفرس الذي ركب الآخرم اسمه: الجناح.

<<  <   >  >>