ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار ". وكان يقول: " من جر ثوبه من خيلاء لم ينظر الله إليه ". وكان يقول: " أزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين ". ودخل شاب على عمر رضي الله عنه، فإذا إزاره يمس الأرض، فقال له عمر ارفع إزارك؛ فهو أتقى لثوبك، وأتقى لربك. فتطويل الثياب شعار المتكبرين والمرحين.
[ذو الوجهين]
ومن ذلك: اختلاف السريرة والعلانية. وكان السلف إذا كلموا أحداً وسلموا عليه، سلمت له قلوبهم، فلا يتكلمون فيه إلا بخير في غيبته وحضوره. وإذا تكلموا في أحد لبدعة أو لفسق يعظونه. وإذا مدحوا أحداً بقول لم يذموه بفعل. وإذا ذموه بفعل لم يمدحوه بقول؛ لأن ذا اللسانين واختلاف الوجهين واختلاف السر والعلانية نفاق، كان بعض السلف يقول: ما ذكر عندي إنسان إلا مثلته جالساً، فقلت في غيبته ما أحب أن يسمع. وقال الآخر: ما ذكر عندي رجل إلا صورت نفسي في مثاله فكلما أحب أن يقال لي قلته له.