أحسن الله إليكم: يقول: المعروف يا فضيلة الشيخ أن المعوذتين نزلتا في حادث سحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، نزل بهما جبريل -عليه السلام- في المدينة، فما هو الصارف إلى القول إنهما مكيتان؟
على كل حال الخلاف كما سمعنا موجود بين أهل العلم، والأكثر على أنهما إيش؟ مكيتان وإلا مدنيتان؟ نعم، من خلال ما سمعنا؟ نعم، الأكثر على أنهما مكيتان، ولا يمنع أن تنزلا بمكة، ثم يتوجه، يوجه النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يستعيذ بهما، ويعاذ بهما في المدينة، لا تلازم بين التعويذ بهما وبين نزلوهما، يعني ما هو بسبب النزول، هو ما حصل له -عليه الصلاة والسلام- من قصة السحر.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: فضيلة الشيخ كتب التفسير تزخر بمرويات التابعين، فهل معنى ذلك أنها تبقى في حيز الضعف والإرسال رغم أن هؤلاء التابعين جالسوا الصحابة، وأخذوا عنهم خاصة الثقات كسعيد بن جبير ومجاهد وابن المسيب وغيرهم؟
أما ما يقوله التابعي من تلقاء نفسه تفسيراً وتوضيحاً لكتاب الله -عز وجل- فهو خير ما يعتمد عليه في التفسير بعد تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة، فهم أعرف الناس بالتفسير بعد الصحابة، وأما ما ينقلونه عن الصحابة فهو أفضل منه إذا كانت الأسانيد نظيفة ومتصلة، وما ينقله التابعون عن النبي -عليه الصلاة والسلام- يرفعونه إليه فهو من المراسيل، والخلاف في المرسل معروف عند أهل العلم، الخلاف معروف، يقول:
واحتج مالك كذا النعمان ... ُبه وتابعوهما ودانوا
احتجوا بالمراسيل لهذا الأمر الذي ذكر، التابعون أهل علم ودين وورع وتقدم وملازمة للصحابة، ولا يظن بهم أن يسقطوا واسطة ضعيفة، ولذا ينقل الطبري أن التابعين بأسرهم قبلوا المراسيل، ولم يعرف إنكاره حتى رأس المائتين، ولذا يقو الناظم -رحمه الله- الحافظ العراقي:
واحتج مالك كذا النعمانُ ... به وتابعوهما ودانوا
ثم قال بعد ذلك القول الآخر:
ورده جماهر النقادِ ... للجهل بالساقط في الإسنادِ
وصاحب التمهيد عنهم نقله ... ومسلم صدر الكتاب أصله
المرسل ضعيف عند الجمهور، نعم.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: أيهما نقدم في التفسير قول الصحابي أم قول أهل اللغة؟