"السادس: الاستعارة" وهي تشبيه خال من أداته، {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [(١٢٢) سورة الأنعام] يعني كالميت، {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا} كالميت، فأحياه الله، كان ميتاً حكماً؛ لأن الحياة بغير هدى وبغير دين لا قيمة لها فهي موت في الحقيقة، والحياة إنما هي حياة القلب بالدين، فالذي لم يحيا قلبه بالدين هذا ميت بالفعل يعني، وإن كان الحقيقة العرفية أن الموت فقد الروح لكن هذا ميت.
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
فمن كان ميتاً فأحييناه يعني كالميت فأحياه الله -جل وعلا-.
{وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [(٣٧) سورة يس] نسلخ الأصل أن السلخ يكون للجلد، يبان الجلد من الحيوان، هذا السلخ، فشبه انفصال النهار من الليل بسلخ الجلد من ما كسي به.
"السابع: التشبيه: ثم شرطه اقتران أداته وهي الكاف" لأن الأول خال من الأداة اللي هو الاستعارة، وهنا التشبيه لا بد أن يقترن بالأداة وهي الكاف، ومِثْل ومَثَل وكأن، وأمثلته كثيرة، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحسن الله لفضيلة الشيخ: هذا الشرح وهذا التفصيل في هذه العلوم المختلفة التي يجمعها كتاب الله -عز وجل-، والأسئلة كثيرة نأخذ منها سؤالين أو ثلاثة.
يقول السائل: فضيلة الشيخ سمعنا بالخلاف الذي في الأداء فهل هو متواتر أم لا يعد من المتواتر؟ وبناءً على هذا هل يمكن أن نقول: إن القراءة بالتجويد مستحبة ويؤجر عليها الإنسان؟ أفتونا والله يثيبكم.