حدثنا السيد الإمام الأجل الأوحد العالم، مختص الدين، فخر الإسلام، محي السنة وفي الأئمة - أبو أحمد: معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي - حرس الله علوه.
الحمد لله حق حمده، والصلاة على رسوله محمد وآله، وأصحابه، وخلفائه من بعده، والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد:
فإن الله - تبارك وتعالى - قال في محكم كتابه:{يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات}، وقال - تعالى -: {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، وقال:{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى}، وقال:{والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنتٍ} وقال: {إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً}، وقال:{إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم}، وقال:{جنات عدن يدخلونها}، وقال:{ولمن خاف مقام ربه جنتان}، وقال - تعالى -: {ومن دونهما جنتان}، مع آي كثيرة يطول حصرها.
فقد أمر الله - تعالى - عباده بأنواع الطاعات، ووفق من شاء لها، وزينهم بفنون العبادات، ووعدهم الجنة عليها، فكما أنه أكرمهم بالإيمان ابتداءً بفضله، كذلك أوجب لهم الجنان، انتهاء، ورحمة، وكرامة لهم.
وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة ذلك لأمته، ودلهم على ما يوجبها لهم قولاً وفعلاً،