فلما سئل عن قول: متوكل على الله ثم عليك يا فلان، قال:(شرك، يقول موكلك. ولا تقل: موكل الله ثم موكلك على هذا الشيء. هذه عامية؛ وليست في محلها) .
أنا مؤمن. أو: أنا مؤمن حقاً: (١)
جاء عن بعض السلف كراهية أن يقول الرجل: أنا مؤمن حقاً، والأمر بأن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وكذلك كانوا يقولون. ويقولون: أنا مؤمن بالله.
وعدم جواز الاستثناء هو مذهب المرجئة والجهنية، والمذهب الثاني: وجوب الاستثناء، والثالث: جواز الاستثناء وعدمه باعتبارين، وهذا مذهب السلف، والاستثناء أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. أو أرجو، وهكذا، فالاستثناء عند السلف معلل بأن الإيمان يتضمن فعل الواجبات، فلا يشهدون لأنفسهم بذلك، كما لا يشهدون لها بالبر والتقوى وهذا تزكية لأنفسهم، فصار يستثنى باعتبار، ويترك باعتبار، وهذا هو الحق، واستثنوا أيضاً؛ لعدم علمهم بالعاقبة، والإيمان النافع هو الذي يموت المرء عليه.
وقال ابن القيم:
(وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل بعينه، فقالوا: له أن يقول: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، ولا يقول: أنا مؤمن؛ لأن قوله: أنا مؤمن،
(١) (أنا مؤمن. أو: أنا مؤمن حقاً: فتاوى ابن تيمية ٧/٤١٦- ٤١٧، ٤٢٩ - ٤٦٠، ٦٦٦ - ٦٦٩ مهم، ٦٨١ - ٦٨٢، وبالجملة فهذا المجلد السابع مملوء بمباحث الاستثناء ٨/ ٤٢٦ - ٤٢٧. بدائع الفوائد ٣/ ١٠٦ - ١٠٧. الإيمان لابن أبي شيبة. حياة القلوب لأبي السمح ص /٥٢. شرح الأذكار ٦ / ٢٨٨- ٢٨٩. روائع الثراث: رسالة أصل الملة واعتقاد الدين للرازي: ص / ٢٣. التنكيل للمعلمي ٢ / ٣٧٣ - ٣٧٨، مهم. وانظر: أنا ولي: يأتي. وطبقات المفسرين للداودي ١/٢٣٥. وطبقات الشافعية للسبكي ٤/٣٩ / ٢٥٨، مهم. والمصنف لابن أبي شيبة ١١ / ١٤ - ١٧. معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان ٢ / ١٣٩. السنة للالكائي ٥/٩٦٥ - ٩٨٥.