للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفيد الإيمان المطلق الكامل الآتي صاحبه بالواجبات، التارك للمحرمات، بخلاف قوله: آمنت بالله، فتأمله) اهـ.

وهذه مبسوطة بحثاً في كتب الاعتقاد.

أنا مؤمن عِند الله: (١)

قال ابن أبي حاتم الرازي - رحمه الله تعالى -: (والناس مؤمنون في أحكامهم، ومواريثهم، ما هم عند الله - عز وجل - فمن قال: إنه مؤمن حقاً، فهو مبتدع. ومن قال: هو مؤمن عند الله، فهو من الكاذبين. ومن قال: إني مؤمن بالله، فهو مصيب) انتهى.

أنا مسلم إن شاء الله: (٢)

عن الإمام أحمد - رحمه الله - في هذا روايتان: الأُولى: المنع من الاستثناء على قول الزهري: هو الكلمة. أما على القول الآخر الذي لم يختر فيه قول من قال: الإسلام الكلمة، فيستثني في الإسلام، كما يستثنى في الإيمان؛ لأن الإسلام: الكلمة، وفعل الواجبات الظاهرة كلها.

الأنثروبولوجيا:

يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.

أنا ولي: (٣)

قال ابن القيم في مبحث نفيس من ((البدائع ٣/١٠٦ / ١٠٧)) :

(والذي يظهر لي من ذلك: أن ولاية الله تعالى نوعان: عامة، وخاصة: فالعامة: ولاية كل مؤمن فمن كان مؤمناً لله تقياً كان له ولياً، وفيه من الولاية بقدر إيمانه وتقواه، ولا يمتنع في هذه الولاية أن يقول: أنا ولي إن شاء الله، كما يقول: أنا مؤمن إن شاء الله.

والولاية الخاصة: إن علم من نفسه أنه قائم لله بجميع حقوقه مؤثر له على كل ما سواه في جميع حالاته، قد صارت مراضي الله، ومحابه، هي همه، ومتعلق خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه، وإن سخط الخلق، فهذا إذا قال: أنا ولي لله؛ كان صادقاً، وقد


(١) (أنا مؤمن عِند الله: معالم الإيمان: ٢/١٣٩ - ١٤٠. رسالة الرازي: أصل السنة / ٢٣.
(٢) (أنا مسلم إن شاء الله: الفتاوى ٧ / ٤١٥ - ٤١٦.
(٣) (أنا ولي: بدائع الفوائد ٣/ ١٠٦ - ١٠٧.

<<  <   >  >>