ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل....) اهـ.
وقد تقدم كلامه في قول: أنا مؤمن.
إن شاء الله:(١)
ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا ما يعقد عليه المسلمون قلوبهم، مؤمنين بقضاء الله وقدره، وأنه لا يخرج في هذه الأكوان شيء البتة عن قدرته ومشيئته، وأن للعبد قدرة ومشيئة وهي تابعة لقدرة الله ومشيئته، وينتهج المسلم في التعليق على المشيئة أُموراً:
١. إذا تحدث عما مضى فيقول: مضى بمشيئة الله، كقوله: خلق الله السموات بمشيئته، وأرسل محمداً - صلى الله عليه وسلم - بمشيئته. ولا يقول: إن الله خلق السموات إن شاء الله ... ومن قال ذلك فقد أخطأ بل قوله بدعة مخالفة للعقل والدين.
٢. إذا تحدث عن حال أو مستقبل فيقول: سأفعل كذا إن شاء الله، سوف أُتم العمل الحاضر إن شاء الله، وهكذا يعلقه على المشيئة. ومن الخطأ المبين تجريد ذلك من المشيئة:{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية.
ولهذا اتفق العلماء على أنّ منْ حلفَ باللهِ لَيُصَلِّيَنَّ كذا إن شاء الله فإنه إن لم يفعل المحلوف عليه، لا يحنث مع أنّ الله أمره به؛ لقوله إن شاء الله فعُلِمَ أن الله لم يشأهُ مَعَ أمْرِهِ به.
٣. الاستثناء في ((الإيمان)) و ((الإسلام)) ، وبحثهما في لفظ:((أنا مسلم)) و ((أنا مؤمن)) .
٤. الاستثناء في الماضي من الأعمال الصالحات، ويأتي في حرف الصاد بلفظ: صليت إن شاء الله.
٥. تعليق الداعي للدعاء على المشيئة، كقوله: اللهم اغفر لي إن شاء الله. وهذا لا يجوز، وأنظره في لفظ:((اللهم اغفر لي إن شئت)) .