للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا كلام قائم به، ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها هم: أعراضاً)) .

فليحذر أهل العلم من عبارات المبتدعة.

إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز: (١)

مقصود المعتزلة: أنه ليس معايناً للخلق، ولا منفصلاً عنهم، وأنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله.. ونحو ذلك من معاني الجهمية.

إن الله يرحم الكافر: (٢)

ذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ((البدائع)) مسائل سئل عنها القاضي فقال: (ومنها: هل يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؟ فقال: لا يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؛ لأن فيه رد الخبر الصادق: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ، {لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} إلى أمثاله، بل يقال: يخفف عذاب بعضهم، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ، {آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} ) اهـ.

إن الله يرضى لرضى المشايخ ويغضب لغضبهم: (٣)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:

((فصل: وأما قول القائل: إن الله يرضى لرضا المشائخ، ويغضب لغضبهم. فهذا الحكم ليس هو لجميع المشائخ، ولا مختص بالمشائخ، بل كل من كان موافقاً لله: يرضى ما يرضاه الله ويسخط ما يسخط الله؛ كان يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، من المشائخ وغيرهم، ومن لم يكن كذلك من المشائخ، لم يكن من أهل هذه الصفة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكان قد جرى بينه وبين صهيب وخباب وبلال وغيرهم كلام في أبي سفيان بن حرب؛ فإنه مرَّ بهم فقالوا: ما أخذت السيوف


(١) (إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز: درء تعارض العقل والنقل ٢/ ١١.
(٢) (إن الله يرحم الكافر: بدائع الفوائد ٤/٤٠.
(٣) (إن الله يرضى.........: الفتاوى ١١ / ٥١٥ - ٥١٧.

<<  <   >  >>