للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجوسي بقوتين: الخير، والشر، يمثلهما: النور والظلمة. وللمجوسي إله للخير أو النور، وإله للشر أو الظلمة، وهما يتنازعان السيطرة على العالم، فكان من المعقول أن يحيي المجوس بعضهم بعضاً بقولهم: صباح الخير - صباح النور! ومع أن الإسلام قد أمرنا بأن نأخذ تحية الإسلام: (السلام عليكم) مكان كل تحية أخرى، فلا يزال العرب في معظمهم - من المسلمين ومن غير المسلمين - يتبادلون التحية بقولهم صباح الخير - صباح النور) اهـ.

صبحك الله بالخير: (١)

النهي عن الابتداء بها قبل لفظ: السلام.

قال النووي - رحمه الله تعالى -:

(مسألة: إذا ابتدأ المارُّ، الممْرور عليه، فقال: صبحك الله بالخير، أو: بالسعادة، أو: قواك الله أو: لا أوحش الله منك، أو غير ذلك من الألفاظ التي يستعملها الناس في العادة؛ لم يستحق جواباً، لكن لو دعا له قبالة ذلك، كان حسناً، إلا أن يترك جوابه بالكلية، زجراً له في تخلفه، وإهماله السلام، وتأديباً له ولغيره في الاعتناء بالابتداء بالسلام) انتهى.

قال ابن علان في شرحه لها:

(هذه الألفاظ كلها لا أصل لها في التحية، ولم يثبت فيها شيء) انتهى.

الصّحْوة الإٌسْلاميّة: (٢)

هذا وصف لم يعلق الله عليه حكماً، فهو اصطلاح حادث، ولا نعرفه في لسان السلف جارياً، وجرى استعماله في فواتح القرن الخامس عشر الهجري في أعقاب عودة الكفار كالنصارى إلي ((الكنيسة)) . ثم تدرج إلى المسلمين، ولا يسوغ للمسلمين استجرار لباس أجنبي عنهم في الدين، ولا إيجاد شعار لم يأذن الله به ولا رسوله؛ إذ الألقاب الشرعية توقيفية:


(١) (صبحك الله بالخير: شرح الأذكار ٥/ ٣٧٨ وانظر في حرف الكاف: كيف أصبحت.
(٢) (الصّحْوة الإٌسْلاميّة: انظر فيما مضى: الأصولية. وص/ ٢٠ - ٢٠ من مقدمة عبد الوارث سعيد لكتاب: الأصولية في العالم العربي.

<<  <   >  >>