للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول في قول الإنسان إذا عثر: محمد، أو: علي؟ فقال: إن قصد الاستعانة فهو مخطئ، لأن الغوث من الله تعالى، فقال: وهما ميتان فلا يصح الغوث منهما، ولأنه يجب تقديم الله على غيره) اهـ.

محمد أحمد: (١)

ونحو ذلك مما يُراد بالأول اسم الشخص ((الابن)) وبالثاني اسم أبيه. أي إسقاط لفظه ((ابن)) بين أعلام الذوات من الآدميين.

الجاري في لسان العرب، وتأيد بلسان الشريعة المشرفة إثبات لفظة (ابن) في جر النسب، لفظاً ورقماً، ولا يعرف في صدر الإسلام، ولا في شيء من دواوين الإسلام، وكتب التراجم وسير الأعلام حذفها البتة، وإنما هذا من مولدات الأعاجم، ومن ورائهم الغرب الأثيم، وكانت جزيرة العرب من هذا في عافية حتى غشاها ما غشَّى من تلكم الأخلاط، وما جلبته معها من أنواع العجمة، والبدع، وضروب الردى، فكان من عبثهم في الأسماء إسقاط لفظة (ابن) وما كنت أظن أن هذا سيحل في الديار النجدية، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

ومن لطيف ما يورد أنني لما بُليت بشيء من أمر القضاء في المدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وذلك من عام ١٣٨٨ هـ، حتى عام ١٤٠٠ هـ ما كنت أرضى أن يدون في الضبوط ولا في السجلات أي علم إلا مثبتاً فيه لفظة ((ابن)) فواقفني واحد من الخصوم فقلت له: انسب لي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هو محمد بن عبد الله. فقلت له: لماذا لم تقل محمد عبد الله؟ وهل سمعت في الدنيا من يقول ذلك؟ والسعادة لمن اقتدى به، وقفى أثره - صلى الله عليه وسلم -. فشكر لي ذلك.

وهذا من حيث الجانب الشرعي، وأما من حيث قوام الإعراب فإنَّك إذا قلت في شخص اسمه: أحمد، واسم أبيه محمد، واسم جده حسن، فقلت:


(١) (محمد أحمد: مجلة مجمع اللغة العربية بمصر ٢٠ / ١١٠ - ١٥٤، لعام ١٩٦٦. مجلة المجمع العلمي العراقي. الإيضاح والتبيين ص/ ٢١٢ - ٢١٥. ويأتي في حرف الواو: وِصال، لينظر، فهو مهم.

<<  <   >  >>