للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلح بين قريش وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة.

٩٩٩٧- وأما قول: على إثر سماء، فإنه يعني بالسماء المطر والمغيْث، وهي استعارةٌ حسنةٌ معروفةٌ للعربِ.

٩٩٩٨- قال حسَّانُ بن ثابت:

عفتْ ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلُها خلاءُ

ديارٌ من بني الحسحاس قفْرٌ تعفيها الرّوامس والسماءُ

يعني: ماء السَّماء.

٩٩٩٩- وقال غيره فأفرط في المجازِ وفي الاستعارة:

إذا نزل السماءُ بأرْضِ قومٍ رعيناهُ وإنْ كانُوا غِضاباً

١٠٠٠٠- وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - حاكياً عن الله عز وجل: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافِرٌ)) فمعناهُ عندي على وجهين:

١٠٠٠١- (أحدهما) أنَّ القائل: مُطرنا بنوء كذا أي بسقو نجم كذا أو بطلوع نجم كذا؛ إن كان يعتقدُ أنَّ النوء هو المُنزلُ للمطر والخالق له والمنشيء للسحابِ من دُون الله، فهذا كافر كفراً صريحاً ينقل عن الملة، وإن كان من أهلها استتيب، فإن رجع إلى ذلك إلى الإيمان بالله وحده وإلا قُتِل إلى النار.

١٠٠٠٢- وإن كان أراد أن الله عز وجل جعل النوء علامة للمطر ووقتاً له وسبباً من أسبابه كما تحيى الأرض بالماء بعد موتها وينبت به الزرع ويفعلُ به ما يشاءُ من خلِيقته، فهذا مؤمنٌ لا كافرٌ، ويلزمه مع هذا أن يعلم أن نزول الماء لحكمة الله تعالى ورحمته وقدرته لا بغير ذلك، لأنه مرة ينزله بالنوء ومرة بِغير نوء كيف يشاءُ لا إله إلا هو.

١٠٠٠٣- والذي أُحبُّ لكل مؤمن أن يقول كما قال أبو هريرة:

٤٢٦- مُطرنا بفضل الله ورحمتِهِ، ويتلو الآية إن شاء.

١٠٠٠٣م - روى ابنُ عُيينة عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس في قوله عز وجل: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ

<<  <   >  >>