للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في تحفة المودود:

(ومن المحرم: التسمية بملك الملوك، وسلطان السلاطين، وشاهنشاه.

فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمَّى: ملك الملوك)) . وفي رواية: أخنى - بدل: أخنع. وفي رواية لمسلم: ((أغيظ رجل عند اله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يُسمَّى: ملك الأملاك، ولا ملك إلا الله)) .

ومعنى أخنع وأخنى: أوضع.

وقال بعض العلماء: وفي معنى ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاة، وحاكم الحكام، فإن حاكم الحكام في الحقيقة هو الله. وقد كان جماعة من أهل الدين والفضل يتورعون عن إطلاق لفظ قاضي القضاة، وحاكم الحكام؛ قياساً على ما يبغضه الله ورسوله من التسمية بملك الأملاك. وهذا محض القياس.

وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس، وسيد الكل، كما يحرم: سيد ولد آدم، فإن هذا ليس لأحد إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده، فهو سيد ولد آدم، فلا يحل لأحد أن يطلق على غيره ذلك) اهـ.

ملك الروم، وإنما يُقال: عظيم الروم: (١)

في ((التراتيب الإدارية)) قال: (احتياطه - صلى الله عليه وسلم - في مكاتبه الرسمية: قال الشيخ زروق في حواشيه على الصحيح: إنما قال - صلى الله عليه وسلم - في كتابه لهرقل: عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم؛ لئلا يكون تقريراً لملكه. اهـ.

وقال الخفاجي في شرح الشفا: (وقال - صلى الله عليه وسلم -: عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم، ولا ملك القبط؛ لأنه لا يستحق ذلك العنوان إلا من كان مسلماً، ومع ذلك فلم يخل بتعظيمهما تلييناً لقبيهما في أول الدعوة إلى الحق) اهـ.

ويأتي في الملحق في حرف العين: عظيم الروم.


(١) (ملك الروم، وإنما يُقال: عظيم الروم: التراتيب الإدارية ١/ ١٤٢. تفسير القرطبي ٣/ ٢٨٦.

<<  <   >  >>