للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أسماء الرحيم: (١)

قاعدة أسماء الله الحسنى أن لفظ ((الله)) هو الاسم الجامع لمعاني أسماء الله الحسنى كلها، ما عُلِم منها وما لم يُعلم؛ ولذلك يقال في كل اسم من أسمائه الكريمة:

((هو من أسماء الله، ولا ينعكس)) ، ولهذا لم يأت في القرآن الكريم الإسناد لأي من أسماء الله - سبحانه - إلا للفظ الجلالة: ((الله)) و ((الرحمن)) . فلا نقول في اسمه - سبحانه - ((الرحمن)) : هو من أسماء الرحيم، وهكذا ولكن نقول: هو من أسماء الله تعالى.

ولهذا فإن إضافة المساجد وتسمية ((بيوت الله)) إلى اسم من أسماء الله سبحانه فيه ما فيه، فلا يقال: ((مسجد الرحمن)) وقد رأيت عام ١٤١٠ هـ في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - مسجداً سمي بذلك، وهذا ما لا نعرفه له سلفاً فالمساجد لله. والمساجد بيوت الله. ولو جازت هذه التسمية لقلنا: مسجد الجبار. مسجد المتكبر، وهكذا، ولا قائل به بل هو مُحدث.

وانظر في حرف الخاء: الخالق.

من أين أقبلت: (٢)

قال البخاري في الأدب المفرد:

(باب هل يقول: من أين أقبلت؟ وذكر بسنده عن مجاهد قال: كان يكره أن يحدَّ الرجل النظر إلى أخيه، أو يتبعه بصره إذا قام من عنده أو يسأله: من أين جئت، وأين تذهب؟) اهـ.

والنهي هنا، ليس لذات اللفظ، ولكنه من حُسن الأدب تركه؛ لأن هذا السؤال من غزيرة حُب الاستطلاع عما لا يعني المرء.

من بكى على هالك خرج عن طريق أهل المعارف: (٣)

هذه من أقوال الصوفية، في البكاء على الميت، وقد ثبت في السنة البكاء


(١) (من أسماء الرحيم: شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب الفارسي ص/ ٤١.
(٢) (من أين أقبلت: الأدب المفرد ٢/ ٥٧١. الأمر بالاتباع للسيوطي.
(٣) (من بكى على هالك...............: تلبيس إبليس: ص/ ٢٤٠ - ٢٤٢. أحكام الجنائز وبدعها للألباني: ص / ٣١٠.

<<  <   >  >>