للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الميت إلى ثلاثة أيام، وقد بكى النبي - صلى الله عليه وسلم - على: عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - وبكى - صلى الله عليه وسلم - على ابنه إبراهيم - عليه السلام -.

وقد ساق ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - مقالة المتصوفة هذه، وبين أنها من تلبيس إبليس عليهم، في مناهضتها للأحاديث المجيزة للبكاء على الميت. والله أعلم.

مِنْ زمزم: (١)

درج بعض القاطنين في الحرمين الشريفين، على الدعاء لمن يتوضأ للصلاة بعد الفراغ من وضوئه بقوله: مِنْ زمزم.

ولعلَّه يراد الدعاء بأن يتمتع بشرب ماء زمزم.

وهذا لا أصل له، وترتيب دعاء لا يثبت عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم - من المحدثات فتنبه. والله أعلم.

ثم رأيت بعد هذا التقييد في كتاب: ردود على أباطيل للشيخ محمد الحامد - رحمه الله تعالى - فقال: (إنه ممنوع قطعاً) اهـ. والله أعلم.

من ظلمنا فالله يظلمه:

مضى في حرف الألف بلفظ: الله يظلمك.

من عرف نفسه فقد عرف ربه: (٢)

من الغرائب أن هذا اللفظ لا أصل له عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم -، وأنكره الأئمة، منهم: أبو المظفر ابن السمعاني، والنووي، وابن تيمية، ونهاية ما بلغ به بعضهم أنه يحكى عن: يحيى بن معاذ الرازي، ومع هذا أُلفت في معناه الرسائل، وجالت في تأويله أنظار الطريقة، وجعلوه من أحاديث خير البرية، وحاشاه. ومن الرسائل المطبوعة في معناها: ((القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربَّه)) للسيوطي - رحمه الله تعالى - فقد ذكر عدم ثبوته، ثم ذكر اختلاف الناس في معناه.

والخلاصة: أنه حديث لا يثبت، فلا


(١) (مِنْ زمزم: رودو على أباطيل ص / ٦٣
(٢) (من عرف نفسه فقد عرف ربه: الحاوي للسيوطي ٢/ ٤١٢ - ٤١٧. السلسلة الضعيفة: برقم / ٦٦ - ١/ ٩٦. الفتاوى الحديثية ص / ٢٨٩.

<<  <   >  >>