حدثنا الزبير قال، وحدثني محمد بن بعد الرحمن الحكمي قال: قدم الوليد بن يزيد المدينة يريد الحج، وهو إذ ذاك ولي عهد، فدخل عليه الناس، ودخلت عليه الشعراء، فدخل فيهم أبو معدان مهاجر مولي آل أبي الحكم، وكان رواية الأحوص وقد استعان بعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب، وعمر بن مصعب بن الزبير، وابن أبي عتيق، والمنذر بن أبي عمرو كاتب الوليد بن يزيي على الوليد، فأنشده النصيب، ثم قام أبو معدان فأنشده:
ألمْ تَرَ للنَّجْم إذ شيّعَا ... يُزَاوِل من بُرْجِه المَرْجِعَا
تَحَيَّرَ عن قَصْد مَجْرَاتِه ... أبَي الغَوْرَ والتَمَسَ المطلَعَا
سُرِرتُ بِهِ إذ بَدَا كابياً ... وأمّا ابن شِمْرانَ فأسترجَعَا
لعلّ الوليدَ دَنَا مُلْكُهُ ... وأمسَى إليه قدِ استجَمعَا
أغرُّ الجبين إذا ما بَدَا ... رأيتَ الملوكَ لَهُ خُشَّعَا
نؤمّل من مُلكِهِ حَبْرَةً ... كتأميل ذي الجَدْب أن يُمْرِعَا