للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فأنكره الوليد وقال: من أنت؟ قال: أنا أبو معدان. قال: فمن ابن شمران؟ قال: أصلحك الله، جرى به الروى. قال: فأعاد عليه المسألة، قال: ومن أبو معدان؟ قال: من لا تنكر أصلحك الله، مهاجر مولاك. فبدأهم عبد الله بن معاوية فقال: هذا أبو معدان أصلح الله الأمير، وهو أنبه عندنا من أن يجهل، وإنا لنتهادى شعره بيننا كما تتهادى باكورة الفاكهة. ورفده عمر بن صعب بن الزبير، وخذله ابن أبي عتيق، والمنذر بن أبي عمرو. فأمر له الوليد بمئة دينار وكسوة، فأنشأ أبو معدان يقول:

لم أجدْ منذراً تخوَّفَ ذمِّي ... يوم لاقيتهُ ولا ابنُ عَتيقِِ

أجْرَعاني مَشُوبةً مَذَقَاهَا ... ليس صِرْفُ الشَّراب كالممذوقِ

وأراهَا من وِجْهَة الرّيحِ تأتي ... نَفَختْ مِثْلَ نفخِ ريح الخَريقِِ

كيف لا تجْعَلُ المواعيدَ حَتْماً ... لَهْفَ نفسِي وأنتَ للِصِّدِّيقِِ

والزُّبَيْريُّ قد أعان عليهَا ... ببَليغٍ من الكلامِ وَفِيقِِ

فإذا أبْرَقَ الزُّبيريُّ بَرْقاً ... فأبتْغِ الخَيْرَ تحت تلك البُروقِ

فإذا ما أصبتَهُ من قُرَيشٍ ... هَاشِميّاً أصَبتَ وَجْهَ الطّريقِِ

<<  <   >  >>