حدثنا الزبير قال، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: نصبت الحرورية بقديد لواء، فقالوا: من دخل تحته فهو آمن. فدخل الناس تحته، فأقبل يأخذ بعضهم ببعض، ويتعلق بعضهم ببعض، فامتدوا كالحبل شبيهاً بالقطار، أولهم تحت اللواء، وآخرهم هناك وأشار بيده إلى ناحية قاصية. قال: فما فعلوا ولا آمنوهم، ونظروا إلى من كان تحت اللواء وقدروا حوزته ومقدار ظل اللواء، فتركوهم، وقتلوا صبراً ممن تناءى عن ظل اللواء وحوزته. قال: فبلغني أن مصعب بن عكاشة بن مصعب بن الزبير قال للناس: ألا ترون ما يصنع هؤلاء بكم؟ لأن يقتل الرجل وهو يقاتل بسيفه، خير له أن يتعبث به هؤلاء. فتقدم في خمسين رجلاً فقاتل وقاتلوا جميعاً، فلم يبق أحد منهم إلا قتل.
قال: وكان مصعب بن عكاشة بن الزبير قد صبر وصبر أصحابه معه، وأمعن الناس في الهرب، فيقال: ما ردهم عنهم إلا قتال مصعب.
حدثنا الزبير قال، وأخبرني المنذر بن عمارة بن حمزة بن مصعب ابن الزبير قال: ما بت تلك الليلة حتى دفنت أبي وجدي، وأتيت معركة الناس