حدثنا الزبير قال، وأخبرني عمي مصعب بن عبد الله قال، أخبرني مصعب بن عثمان: أنه ساء الذي بين معاذ بن عبيد الله، وبين مصعب ابن عبد الرحمن، ونباعدا، ولم يكن شيء أحب إلى مصعب بن عبد الرحمن من أن يؤتى بمعاذ بن عبيد الله في شيء، ومصعب على الشرط. فأتاه رجل من الحاج يدمى أنفه، فاستعداه على معاذ وقال: كسر أنفي، اشترى مني ثوباً واستتبعني إلى منزله، فحبسني بالدراهم، فاستعجلته، فخرج إلى فكسر أنفي. فأرسل إليه مصعب، فأتاه، فلما رآه مصعب استحيي منه، فنكس رأسه، ثم قال: الله أنك اشتريت من رجل من الحاج ثوباً، فحبسته بدراهمهه، فاستعجلك بها، فخرجت عليه فكسرت أنفه، أن ذلك من الحق؟ قال: فنكس معاذ رأسه ثم قال: الله أن يكون الأمر كما وصفت، يستحثني بدراهمه، فأخرج إليه أحملها، وأعيب عليه الصياح، فيقول لي: أتريد أن تقتلني كما قتلت ابن هبار؟ (إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأرْضِ ومَا تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ المُصْلِحِينَ) ، أن ذلك من الحق؟ فرفع مصعب رأسه مغضباً، ثم أقبل على الحاج فقال: أقلتها؟ قال: قد قلتها، فمه؟ فقال: أردد عليه ثوبه، قم، فقد أهدرت دمك، هلم لك يا معاذ. فأجلسه معه، وكان سبب صلح بينهما.