للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكوه إلى مروان، فأراد عزله، فدخل عليه المسور بن مخرمة فقال له: ما ترى فيما يصنع مصعب؟ فقال المسور:

لَيْسَ بِهذا من سِيَاقٍ عَتْبُ

تَمْشِى القَطْوفُ ويَنَامُ الركْبُ

قال: فلطم صخير بن أبي جهم وجه مصعب، ومصعب على شرط مروان، ثم أعجزه، وحالت دونه بنو عدي، وجمعت لهم زهرة، وكاد الشر يقع بينهم. وقدم معاوية حاجاً، فمشت إليه رجال من بني عدي، فكلموه يسأل مصعباً أن يعرض عن ذلك وقالوا: كانت طيرة من صاحبنا، فليستقد منه مثل ما صنع به، أو من أينا شاء، وليهب لنا حق السلطان. فكلمه معاوية، فأبى أشد الإباء وامتنع وقال: استخف بسلطاني، لا أرضى حتى يؤتى به وأعاقبه عقوبة مثله. فقيل لبني عدي: أخطأتم موضع الطلب، كلموا مروان. فكلموه، فقال: أبعد أمير المؤمنين؟ فقالوا: نعم، أنت اصطنعته، وأنت أولى به. فأتاه مروان فكلمه، فقال له: فهلا أرسلت إليّ؟ وما عناك؟ لو علمت هواك لفعلته، قد تركت ذلك لك. فبلغ معاوية ما صنع، فغضب عليه وقال: أحببت مروان ولم تجبني! فقال له مصعب: وما تنكر من ذلك؟ أخذني مروان وقد أفسدتني، فاصطنعني وأصلح ما أفسدت مني، فشكرته على

<<  <   >  >>